![]() |
رواية ثابت الظلمة لأمل بوشارب |
رواية ثابت الظلمة لأمل بوشارب
ملخص رواية ثابت الظلمة:
رواية ثابت الظلمة لأمل بوشارب هي رواية ضخمة جدا. سلطت فيها الكاتبة الضوء على الكثير من القضايا التي تبدو متناقضة في ما بينها.أهم محطات الرواية ثابت الظلمة لأمل بوشارب:
الرواية مختلفة وهذا الاختلاف مفيد جدا، لم يسبق لي أن قرأت رواية مماثلة لا في الأفكار أو في كيفية السرد أو النقد الذي نستنتجه ونحن نقرأ! إنها تثير احساسا بالمتعة، لكن ليست نفس المتعة التي نحصل عليها من رواية عن القصص التي عهدناها، بل هي متعة المعرفة في قالب روائي مليء بالتشويق، وبث صورة لمعظم فئات المجتمع والذين نصادفهم يوميا في حياتنا، و مختلف الطبقات الاجتماعية كل طبقة تعتقد نفسها هي (رب الباقي) وهنا نجد أنفسنا ننتقل من الأعلى إلى الأسفل.1
إطارات وشخصيات رواية ثابت الظلمة:
في هذا العمل هناك إطار عام وهي القصة المركزية وهي إجراء بحث علمي سري عن الثقوب السوداء الموجودة في جوف أرض الهڨار والتنقيب عن الاثار ظاهريا. وقصص أخرى تنطوي تحت هذه القصة العامة وتبدو هامشية لكنها وجدت على الأغلب لتحليل ما يجري في الوسط العام في ظل (قيامة الدنيا) التي لا يدري عنها هذا الوسط العام شيئا.2
ونستطيع القول أن هذه الرواية تطرح ثلاثة عوالم مختلفة تماما لكن مجتمعة في شيء واحد هو الفساد.
عوالم رواية ثابت الظلمة:
العالم الأول:
عالم يعج بالعلم والذكاء يقوده العلماء؛ منهم الفلكيين والمهتمين بالآثار والأساطير وقصص علمية أخرى تأتي على الهامش لكنها زادت الرواية قيمة معرفية أخرى. وأبرز رواده نجد هنريك فورتسنبورغ هذا العبقري الذي يستعمل نسبة أعلى من النسبة العادية للدماغ التي يستعملها الناس العاديون والذي يبدو مولعا بالآثار والآلهة السومرية.
وهو ممول مشروع البحث، كما نجد جانلوكا فيرو خبير سابق في الوكالة الفلكية الاوروبية (الايزا) الذي يظهر في شخصية بسيطة ومتواضعة رغم العلم الكثير الذي يملكه، وقد جاء توظيف هذه الشخصية بهذه البساطة والتواضع في اشارة إلى أن العلم يصنع الانسان الحقيقي أما الجهل فيصنع المظاهر التي ستبقى لأصحاب الغباء والذين نجدهم في العالم الثاني.3
العالم الثاني:
وهو عالم يحسب نفسه خارق الذكاء ولكنه ذكاء فاسد لا يستعمل إلا في الفساد والنهب والسرقه أي انه غبي لكنه يجهل ذلك ويمثل هذا العالم نزيم خنخان أو جونيور وهو ابن وزير سابق الذي يعتبر شخصية هامة في البلاد والذي ورث عنه موهبة "حلب البقرة" وقد اجتمع في هذه الشخصية الفساد بأنواعه؛ فساد سياسي واقتصادي وثقافي وأخلاقي.. يتقاسمه مع يحيى فرڨاني أو يحيى ليزافير وهو موظف السفارة الجزائرية في واشنطن ويعتبر جسر وصل بين نزيم جونيور و صاحب أكبر جريدة والأكثر مقروئية في البلاد التي اكتسبت شهرتها من قصص الجن و روبورتاجات وهمية عن علاقات حب وخيانة وقصص ساذجة، وهو علاوة زغدودي والمدعو الحاج الذي يمثل عالما خاصا هو الاخر وهو عالم فساد أيضا لكن فساد من نوع مختلف وهو فساد إعلامي يضم الكثير من القصص التي تبدو منفصلة وخارجة عن القصة المركزية. 4
لكننا بفضلها ندرك أين "هم" وأين "نحن"، نستشعر من خلالها وجود فرق كبير بين:
العالم الأول: (عالم العلم والذكاء والبحث العلمي)
والعالم الثاني: وهو عالم فارغ محشو بالمظاهر المزيفة والخادعة وذلك من خلال العاملين في هذه الصحيفة الذين يمثلون شخصيات من مختلف الطبقات الاجتماعية التي اجتمعت في هذا الوسط الذي من المفروض ان يكون وسطا موضوعيا جديا منعزلا عن تلك المشاكل الشخصية "التافهة" التي نجدها بين الصحفيين منها سعيد شكيكين مسؤول الموقع الالكتروني "الفقير" للجريدة و الذي يحقد على فريد رئيس القسم الوطني لجريدة الحق كونه أعلى منه مرتبة ومختلف في ميولاته، كما نجد رتيبة وهي صحفية بالموقع أيضا والتي من مجرد غيرة من شاعرة مزعومة تقرر عبثا الانتقام منها بتغيير اسمها عمدا! هذه الشخصية التي نجدها تظهر تقريبا متأخرة في الرواية وتوكل إليها مهمة اجراء تقرير صحفي عن الصحراء تمهيدا لنشر خبر البحث الذي بدأ فيه المركز الدولي للأبحاث الأركيولوجية، فتأخذ من طارقي من الهقار طريقا سهلا لاجراء ما طلب منها وهو مهدي مختار الذي جاء ظهوره مبكرا ويمثل الشخصية العصامية الذي تعلم بمفرده بعدما اكتسب الكثير من العقد النفسية في المدرسة.5
تساؤلات حول رواية أمل بوشارب ثابت الظلمة:
أما ما جعل التساؤلات مطروحة هو فيما يخص النهاية:
- لماذا تنتهي الرواية بنهاية عبثية معبرة عن نهاية كل ذلك البحث وكل تلك السرية بكل تلك البساطة بعد الدهشة التي أحدثتها كل تلك الكمية المعرفية قي البداية؟
- كان من المنتظر أن نحصل على نهاية تكمل هذا العمل الضخم، نهاية أفضل؟
أيضا:
لماذا بقيت نهاية بعض الشخصيات مفتوحة دون ذكرها؟ كذكر نهاية البقية من أبطال وشخصيات ثانوية؟
1-أمل بوشارب: رواية ثابت الظلمة، منشورات الشهاب.
2- المصدر نفسه
3- المصدر نفسه
4- المصدر نفسه
5- المصدر نفسه
تعليقات
إرسال تعليق