القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث ملخص رواية سمراويت لحجي جابر

ملخص رواية سمراويت 


بحث حول رواية سمراويت  

عن الكاتب حجي جابر:

    لابد ان من أهم من ينتمي من الأدباء للأدب  الافريقي هو الأديب حجي جابر وهو كاتب و صحفي اريتري من مواليد مدينة مصوع الساحلية 1978 صدرت له عدد من الروايات، منها "سمراويت" (2012) الحائزة على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2012، "مرسى فاطمة" (2013)، "لعبة المغزل" (2015) التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد عام 2016، إضافة إلى "رغوة سوداء" (2018). يقيم حاليا في الدوحة، قطر.


عن الرواية:

    رواية سمراويت هي موضوعنا و الصادرة عن المركز الثقافي العربي، بيروت- الدار البيضاء. تاتي في 190 صفحة
رواية سمراويت للكاتب الاريتري حجي جابر وضعت لنفسها حيزاً جغرافياً علي أرضية صلبه ومكانة معتبرة بين الروايات العربية ، نالت الرواية جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2012 كأول رواية تفوز بتلك الجائزة خارج النطاق العربي من ضمن 30 عمل مشارك.

مقدمة:

      إن الأدب الأفريقي طبقاً للتعريف العام بين جمهور المتأفرقين (أي المهتمين بالأدب الأفريقي) هو أدب المناطق التالية جنوباً للصحراء الكبرى حتى التقاء القارة الأفريقية بالمحيط في أقصى الجنوب، ولكن المؤلف يفضِّل أن يطلق الأدب الأفريقي على أدب البلاد الأفريقية خارج مجال العربية. وعلى الرغم من ذلك فإنه يرى أن المصطلح فضفاض ومؤقت لأنه من الصعب أن ندرس في ظله طائفة كبيرة من الآداب المكتوبة بطائفة كبيرة أيضاً من اللغات المحلية في الدول الأفريقية، وعلى الرغم من ذلك فإنه تقابلنا أشياء أخرى في مجال التعرض للأدب الأفريقي كما يرى الكاتب، ومنها المعنى القاري والمعنى الإقليمي، وحدود البحث خارج مجال اللغة العربية، حيث الكتابة بلغات أجنبية وافدة، فضلاً عن مشكلات الأديب الأفريقي نفسه حيث الشعور المزدوج بالغربة: الغربة داخل الوطن نتيجة لاستئثار المستعمر بكل شئ، والغربة داخل اللغة نتيجة لاضطرار الكاتب إلى التفكير بلغة أمته، والكتابة بلغة المستعمر، يُضاف إلى ذلك مشكلات الدارس نفسه لهذا الأدب، ومنها مشكلات الأدب الشفاهي، ومشكلة المراجع، ومشكلة المنهج. وعلى الرغم من كل هذه المشكلات فقد أقدم د. علي شلش على تأليف كتابه هذا والذي قسمه إلى خمسة أنواع أدبية هي على التوالي: الشعر، والمسرحية، والرواية، والقصة القصيرة، والسيرة، وهذه الأنواع تعد أهم أنواع الأدب في أفريقيا خارج مجال العربية وأبرزها في آن واحد. * الشعر الأفريقي عن الشعر الأفريقي يقول المؤلف: إننا نستطيع أن نُميز بين أربعة أنماط من الشعر وهي بترتيب ظهورها:


أنماط من الشعر الإفريقي:

  • النمط الفلكلوري، وهو يتداول عن طريق الشفاه بلغة محلية غير معروفة، ومؤلفه غير معروف.

  • النمط الشعبي المعروف المؤلف الذي يُتداول عن طريق الشفاه أو التدوين منسوباً لمؤلفه بلغة محلية أيضاً معروفة أو غير معروفة.

  • النمط المدون بلغة أفريقية مدونة منسوباً لمؤلفه.

  • النمط المدون بلغة أوربية مثل البرتغالية والإنجليزية والفرنسية، وهى أبرز اللغات الأوربية التي ظهر بها كثير من أدب القارة.


موضوع القراءة:

    تتميز سمراويت بعدة مميزات من ضمنها أنها تعتبر من أوائل الروايات الاريترية باللغة العربية بعد انقطاع لفترة زمنية طويلة و كتعبير ضمني علي أن الثقافة العربية مازالت جزء من تكوين النسيج الاجتماعي لدوله اريتريا وان اللغة العربية حاضرة في بنيه الوعي الجمعي للشعب الاريتري ، وان كان ذلك الحضور نتيجة محصلة للبعد الديني الإسلامي أو بسبب البعد العرقي العربي ، فالشاهد في الرواية الأولي لحجي جابر أنها سلطت الضوء علي الواقع الثقافي داخل ذلك المحيط الجغرافي المسمي ب ( اريتريا )
لم يكن حجي جابر أول من تناول فكرة الهوية والوطن الشجن بالنسبة للاريتري فقد سبقه الرواي والسياسي الاريتري الراحل محمد سعيد نادو في روايته رحلة الشتاء / صالح والتي صدرت في العام 1987 باختلاف ضمني تمثل في الحدث والفكرة والانتماء مابين حلم الدولة المنشودة لنادو وجيله من خلال سرده لتاريخ مقاومة المستعمر وما بين حاله التوهان والحيرة التي يعيشها جيل كاتب سمراويت ألان حتي وبعد تحقيق الدولة الحلم ولكن ظل شرط الانتماء والحنين للدولة باقياً وحالة الحنين تلك كانت هي القاسم المشترك الأكبر ما بين الجيلين وكنتيجة طبيعيه كانت سمراويت الرواية تأخذ منحي البحث عن الذات وفكرة الوطن الهوية .

البناء الدرامي لرواية سمراويت:

    شرح بصورة بانوراميه ماضي وحاضر اريتريا فكانت الإحداث تأتي عبر الصفحات سلسه وممر حلة وفي شكل نقدي للأوضاع التي آلت أليها الدولة بعد التحرير والبعد عن مبادئ الثورة والذي افرز اضمحلال فكري وثقافي يتمثل في جهل كثيرين من اللاجئين الاريتريين حتي بالنشيد الوطني للدولة الوليدة وهذا ما عبر عنة حجي جابر علي لسان بطل الرواية عمر في احد صفحات الرواية .

سمراويت في بعض فصولها تعبر عن انحسار دور المحاربين الأوائل أصحاب القضية حمله المشروع الوطني ، وتتجسد حبكة الرواية في أنها انعكاس لواقع شعب ظل ولفترة طويلة مرمي علي حافة الذاكرة العربية ، شعب ظل والي ألان متنازع ألهوي والهوية ما بين عروبة أنكرها العرب ومابين تاريخ و حضارة ضاربه في القدم منذ النجاشي اصحمة بن أيجز الملك الذي لا يظلم عنده احد والشاعر الاريتري الذي اثري الأدب الروسي الكسندر بوكشين .

الوصف في رواية سمراويت:

    ولأن اريتريا بلد مجهول لكثير من المثقفين العرب حاول الكاتب جاهدا أن يعطي وصف تفصيلي يحمل في طياته صورة تعريفية عن ذلك البلد أن كان هذا الوصف تاريخي أو جغرافي كما جاء في التفصيل الوصفي للعاصمة أسمراء ، الرواية تحمل بين دفتيها أبعادٍ متعددة فشخصيات الرواية رسموا صورة جمالية متكاملة من خلال السرد والحوار والذي أدي الي أن تفتح أبواب عالم كامل فضح أمرة وكشف النقاب عن وضعه الاجتماعي والمعيشي والي حدما الوضع السياسي
(كانت لحظه مربكة ان يكون خلاصنا حين نعطي ظهورنا للوطن حين نهرب منة بكل ما نملك من خوف وامل وشك ويقين )

اللغة في الرواية:

    استطاع حجي جابر أن يوظف الكلمات بصورة دقيقة وممتعه لاعطاء الرواية روح التشويق ومابين جدة واسمراء طرح الكاتب عدد من الاسئله حول حقيقة الانتماء واهمية الوطن وتاثير البيئه علي الشخصية فكانت شخوص الروايه ممرحلة ما بين المدينتين تحكي مسيرة جرح غائر لوطن منكوب ، وذكريات جدة عمر حاضرة وهي الترياق المتبقي للبحث عن الذات لبلد مترهل نسيجة الاجتماعي وشعب يتحدث اكثر من 9 لغات استطاعت الرواية ان تضع يدها علي مكامن الالم الاريتري ، وتعتبر ( جدة بطل الرواية ) احد مفاتيح الرواية فهي عبق التراث المتاصل الذي جاهد بالامساك علي العادات والتقاليد دون ان تذوب في مجتمع شديد التعقيد والحساسية لاي جديد مثل المجتمع السعودي ، ولعل المغزي من الاسم سمراويت هو الوطن بالرغم من انة اسم لشخصية في الرواية وهي الفتاة التي احبها عمر من ام لبنانية كايتا حداد واب اريتري هو ابراهام ولد مريام معارض سياسي مقيم في اوربا وتحمل سمراويت نفس القلق الذي عند عمر من حول حقيقة البحث عن وطن لم يكتمل بعد وهوية غير محسومة الوجهه ، تحمل في داخلها جينات عربية من جه الام و افريقيا من جه الاب وتعيش في بيئة اوربية .

الخاتمة:

    الرواية قدمت لنا صورة لذلك البلد المنسي..القهوة وطقوسها الخاصة جداً..التآلف الاجتماعي الجميل..جمال المدينة ارتباطاتها التاريخية..وتناغمها الجميل مع كل فترة تاريخية..

ذلك البلد المنسي الذي عرفت أنهم فيه وحده يستخدمون"يااا سلام" بلهجة حزينة لتعزية أحدهم بوفاة قريب له.. ذاك التفصيل الجمالي يخص هذا البلد الذي أحببته حقاً من خلال الرواية..

تحدثت الرواية عن تفاصيل الهجرة..ووجعها شيء ما يشبهنا جداً..أوجاع الاستبداد والتسلط..التغييب لكل ما هو جميل..الضغط المادي على الشعب..
وبالحديث عن اللغة فقد كانت قوية متماسكة عميقة..والسرد سلسل ولطيف..
بالمجمل رواية جميلة كتلك البلاد التي لم نعرفها إلا تفصيلاً صعباً ونحن نرسم خارطة الوطن العربي.

*ملاحظة مهمة:

    تكمن ملاحظة قوية في الرواية وهي درجة التشابه الكبيرة مابين شخصيه الكاتب حجي جابر ومابين بطل الرواية عمر ، وهذه العلاقة بين جابر وعمر تتجلي بصورة كبيرة في التكوين والمنشاء والهجرة من اريتريا الي المملكة العربية السعودية والعمل بمهنة الصحافة وقد يري البعض أن رواية سمراويت تعبر في كثير من مقاطعها عن سيرة ذاتية أو إحداث حية عايشها الكاتب فقام بنقلها في قالب روائي ، الخيال والواقع هم أهم عنصران لربط الإحداث في رواية سمراويت خيال الكاتب الخصب طوع إحداث حقيقية في عالم سمراويت الخيالي فكانت الرواية تشريح لواقع اجتماعي وعرض تراجيدي لشعب يعاني متاهة البحث عن وطن تنقل الكاتب باحداث الرواية بصيغ وًجمل تعبيرية قائمة علي السرد للواقع فكانت الاحداث في بعض فصول الروايه اقرب الي تقرير صحفي منة الي رويه ولعل الطبيعة المهنة للكاتب كصحفي كانت مبرراً لهذا ، الا ان ذلك لا يطفيء شعلة التشويق والاثارة في البحث عن الهويه الضائعه والحبيبة المفقودة.


تعليقات

محتوى المقال