امرأة قتلها الحب والفقدان آديل هوجو وألبير بينسون
بقلم واسيني الأعرج
هل الحب جريمة يقع أصحابها في منأى عن العقوبة؟ هل هي جوهر الإنسان وسبب وجوده؟ كيف يكون الإنسان وراء شيء كثيرًا ما ينتهي بالانتحار والألم والضغائن دون أن يتأمل الحالة ويفكر فيها؟ هل طمس الشيء يعني بالضرورة موته وانطفاءه؟ عندما نتأمل الحياة نرى كم أن القسوة كبيرة ومع ذلك يظل الإنسان يركض في رحلة العمر بحثًا عن ميناء هادئ يرتاح فيه أخيرًا مع من يحب داخل السكينة
قصة محزنة تلك التي ألمت بعائلة فيكتور هوجو. بنتان كان مصيرهما صعباً. ليوبولدين ماتت غرقاً في السين، لحظة زواجها، بينما آديل انتهت بها تجربة حب فاشلة على الجنون. عندما بلغت الثالثة والثلاثين، اهتز قلبها للضابط العسكري البريطاني ألبير بينسون، واقتنعت بأنه يريد الزواج منها. كان أول لقاء بينهما في مدينة جيرزاي حيث تقيم عائلة هوجو في منفاها الإنجليزي، بسبب مواقفه السياسية. لكن، من سوء حظ آديل، فقد استدعي حبيبها العسكري ليلتحق بمعسكره في هاليفاكس، في كندا. ثم إلى بارباد، مما جعل الشقة بين بينسون Pinson وآديل تتسع، فتبعته من أجل الزواج به، متخلية عن كل شيء، بما في ذلك والداها.
كانت هشاشتها كبيرة. كان عمرها 13 سنة عندما غرقت أختها ليوبولدين، مما سبب لها ارتباكاً نفسياً كبيراً. كانت ليوبولدين هي سندها الكبير في كل ما تريد فعله. وكانت آديل، في لحظات عزلتها، تحادث أختها، وتطلب منها المساعدة. ونظراً لعدم تحملها المنفى، تقرر آديل العودة لباريس عام 1858م للاستشفاء.
في أولى صفحات مذكراتها كتبت في 28 مارس 1852م، تسع سنوات بعد حادثة وفاة أختها: أرانا في قبر واحد والناس يقولون بفخر، هنا بنتا فيكتور هوجو العظيمتان.
«لقد تزوجت. ما زلت تحت تأثير الحدث... وسط هذه السعادة يوجد منغص صغير. سيضطر زوجي إلى السفر لمدة ثلاثة أسابيع بسبب انشغالاته العسكرية. سأنتظره في هاليفاكس حتى عودته بالقرب مني».
وطلبت من أهلها أن يكتبوا مستقبلاً على رسائلها السيدة بينسون. لكن وضعها لم يتحسن، وشعرت بنفسها وحيدة فتوقفت تقريباً عن الأكل. في مارس 1870م، بفضل تحرياته يتعرف إلى خبر زواج ألبير بينسون من كاترين إيديث. أصيبت آديل بصدمة أدت بها إلى الجنون. أعيدت لفرنسا وعمرها 42 سنة. وفي 11 فبراير 1872م أدخلت نهائياً مستشفى الأمراض العقلية في سان- موندي. ولم تخرج منه إلا ميتة في 22 إبريل 1915م.
تعليقات
إرسال تعليق