![]() |
خورخي لويس بورخيس |
أظن أن هناك سببان رئيسيان، الأول كسلي الذي لا علاج له، و الثاني أنه باعتبار أني لا أملك الكثير من الثقة بالنفس فأنا أراقب كثيرا ما أكتب و عليه فإنه أسهل بالنسبة لي مراقبة قصة بسبب قصرها من مراقبة رواية.
ذلك يعني أن القصة تكتب بشكل متتابع و يتم تنظيم ذلك بعدها في عقل القارئ أو عقل الكاتب و عليه يمكن مراقبة تلك القصة بنفس الدقة التي نراقب بها قصيدة سوناتا, أي أنه يمكن رؤيتها كشيء واحد.
في المقابل فإن الرواية تكون شيئا واحدا إذا لم ننسى الكثير من التفاصيل، عندما تكون قد انتظمت بفعل الذاكرة أو حتى النسيان.
إضافة إلى ذلك أظن أن هناك كتابا و هنا يخطر لي اسمان لا يمكن تجنبهما بالمناسبة هما "رودبارد كيبلينغ" و "هنري جيمس و اللذان يمكنهما شحن قصة بنفس الكثافة الذي تشحن به رواية.
في اعتقادي أن القصص الأخيرة التي كتبها كيبلينغ تحمل مضمونا لا يقل عن الكثير من الروايات مع أني قرأت و أعدت و مازلت أعيد قراءة روايته «کیم» . مثلا قصص مثل «غير محترف» أو «البستاني» نجد فيها مضمونا إنسانيا كثيفا و تعقيدات بشرية بنفس درجة روايته «کیم» و روايات أخرى، لذلك أظن أني لن أكتب رواية مع علمي أن هذا الزمن يشترط على الكتاب تأليف روايات. دائما يسألونني متى سأكتب رواية، لكني أواسي نفسي بأني أيضا سأسأل الروائيين «متى ستكتبون ملحمة؟ متى ستكتبون دراما من خمس فصول ؟» و حاليا هذه الأسئلة لم تعد تطرح أيضا أرى أن القصة نوع أدبي أقدم من الرواية و ربما يستطيع أن يعيش أكثر و يصل أزمنة أبعد منها. لكني أدرك هنا أني أكرر ما قاله كاتب آخر من كتابي المفضلين هو "ويلز"، و بخصوص ويلز فأنا أقول عنه ما قلته عن هنري جيمس، أظن أن قصصه تجاوز رونت في قيمتها و ثرائها.
ترجمة: محمد بومعراف
تعليقات
إرسال تعليق