القائمة الرئيسية

الصفحات

خطاب التمرد والثورة في رواية تاء الخجل لفضيلة الفاروق

فضيلة الفاروق
رواية تاء الخجل

       من المعروف أن قوة الضغط تؤدي إلى الإنفجار، وقوة الضغط التي مورست على المرأة منذ قديم الزمان لا حد لها، فكانت دائما ما تقع بعد الذكر في كل شيء من متطلبات الحياة التي تعيشها إلى جانبه، الحياة التي تحابه فيها من أجله في الغالب، وليس في الأمر مبالغة لو قيل أنه في كل منعطف من منعطفات تلك الحياة نجد أنها ما سقطت أو تحضت إلا يفعل الذكر الذي يسلبها أو يمنحها إياها بطريقة أو بأخرى... ولأنه من الصعب الصمت عن ذلك الضغط فإن الإنفجار حاصل بالضرورة، وذلك ما لوحظ على المرأة عبر الزمن للكف عن التسلط والعنصرية الجنسية والظلم الذكوري الذي تعرضت له، فنظمت جمعيات للدفاع عن حقوق المرأة وانخرطت في حركات تدعو إلى تحرير المرأة من عبودية الرجل والتخلص من بطش الذكر وظلمه لمجرد قوته البدنية عليها، فنجحت في ذلك وكان لها ما أرادت من مكانة سامية في المجتمع و« لم تدع المرأة مجالا واحدا يدخله الرجل إلا ودخلت فيه وشاركته معه، حتى أنها زاحمته إلى غزو الفضاء». وتجد هذا التمرد واضحا في المتن الروائي لتاء الخجل حين قالت معبرة عن اختلافها الدال على لسان خالدة: «الإناث ربات بيوت، أما أنا فيسكنني عفريت، لهذا اختلفت عن الأخريات» وهذا التمرد ما نتج إلا بسبب الضغط والنقد المتوالي للبطلة خالدة، فقد برعت على خلاف الأخريات في تحدي رجال عائلة بني مقران وبرعت في ذلك «أنا البارعة في التنصت ومواجهة بني مقران بالتمرد» كما لم تكن تبحث حين يتأزم عليها الوضع عن طريقة للاختباء او التخفي من والدها أو الهروب والإحتماء تحت جناح والدتها أو تحت أي سلطة من المحتمل أن تحميها منه، بل كانت تتساءل مباشرة «كيف أواجه والدي»
     هذا التمرد لم يقف عند هذا الحد الذي كان لا يتعدى حدود بيت "بني مقران" بل تعدى إلى تمردها على رئيس عملها بالجريدة التي كانت تعمل بها، فقد رفضت كتابة تقرير عن "يمينة" التي اغتصبت من طرف الإرهاب والتي رفضت هذه الأخيرة أن يسمع عنها أهلها هذا الخير فيكون ردهم بجفاء ويحاولوا التخلص منها ومن العار الذي ألحقته بهم مرغمة وخاضعة لظروف سياسية تمثلت في الإرهاب. وكان رد خالدة في وجه مدير التحرير مباشرا يعبر عن تمردها الخالص بفعل انسانيتها التي جعلتها تصرخ: «لا، لن أكتب شيئا عنهن» لقد كانت تتصف بشخصية ثابتة الآراء. 

تعليقات

محتوى المقال