القائمة الرئيسية

الصفحات

عنوان رواية تاء الخجل بين السلطة والهامش

 
فضيلة الفاروق
تاء الخجل

يعد العنوان الفاتحة النصية الأولى التي تقع على عين القارئ للولوج إلى عوالم الرواية، فقد جاء عنوان "ناء الخجل" في شيء من الغموض يفتح شهية القارئ لسبر أغوار هذا الفضاء النسوي فيبدو للوهلة الأولى أن العنوان دال على الخجل وهو أحد الصفات التي غالبا ما تلتصق بالمرأة وتدل على حياتها منذ القدم دون حتى التزامها بدين ما -الذي يفرض عليها الحياء والاستحياء، فقد جاء في الكتاب الكريم قوله تعالى: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) ، هذا الخجل والحياء الذي من شأنه أن يزيد المرأة جمالا وأنوثة، استعملته الكاتبة وسام رواية تصنف في خانة الروايات القصيرة.


وجعلت من هذا العنوان يخلق الكثير من الفضول لمعرفة فصول الرواية وأحداثها فترك في الذهن الكثير من التساؤلات: ما الذي تريد الكاتبة الإشارة إليه من خلال هذا العنوان؟ لماذا اختارت من الحروف "تاء" لتربطها بالخجل؟ لماذا صفة الخجل بالذات؟ هل لهذا العنوان علاقة بالأنثى فعلا حين قالت: «منذ العائلة... منذ المدرسة... منذ التقاليد... منذ الإرهاب كل شيء عني كان تاء للخجل، كل شيء عنهن تاء للخجل» ؟


لقد جعلت الروائية من العنوان فضفاضا لا حد له من التصورات والتأويلات، ويجمع الكثير من الأطياف في المجتمع منها المرأة عامة، سواء كانت بننا عازبة أو امرأة متزوجة، عجوزا أو طفلة في سن المراهقة أو الطفولة، كما يضم في المقابل الرجل الذكوري أو المنفتح الذي يكون طرفا مضمرا غير ظاهر، لأنه جزء المرأة الثاني، لذلك فلابد أن هناك إشارة تعمدت الكاتبة أن تضمره كي تترك في الأنفس شيئا من الفضول كي يهم القارئ إليها ويفسر مبهماتها التي تضم المرأة والرجل سواء كانت شخصيات هامشية أو مركزية.... الخ وقد كانت تاء الخجل ترمز لأنوثة المرأة بشكل عام رغم تعدد رموزها، فقد رمزت للصفات التي عرفت عنها ولجسدها ومعتقداته من خلال هناك جسد "يمينة" والكثير من النساء الأخريات . وكان لهذا الرمز إشارة قد تبدو في الظاهر إيجابية، لكن المستتر منها قد يبدو عكس ذلك، فالحجل لا يجب أن يكون في كل حركات وسكنات خالدة الطفلة (بطلة الرواية) أو في يمينة أو والدة خالدة أو حدثها.... الخ

تعليقات

محتوى المقال