![]() |
علاقة الجزائر بالدنمارك |
بداية العلاقات بين الجزائر وللدنمارك
تميزت العلاقات الدبلوماسية الدنماركية الجزائرية خلال القرن الثامن عشر ميلادي بالسلم ويتضح ذلك من خلال إبرام معاهدة سلم وتجارة عام 1746 م بين داي الجزائر بابا إبراهيم الصغير و ملك الدنمارك و النرويج كريستيان السادس.
أما في عهد الداي محمد عثمان باشا أمر بزيادة الإتاوات على الدول الخاضعة لها بعدما كانت تمد الخزينة بأموال فطالبها الداي بمزيد من الإمدادات العسكرية، فاستجابت هولندا والسويد لمطالبه في حين أن الدنمارك. عارضت أوامر الداي، فحاولت أن تحل مشاكلها مع الجزائر باستعمال الأسلوب العسكري لكن الأمر لم يجد نفعا وعندما أدركت استحالة قذفها صالحت الجزائر في 21 أوت 1767م لكن الدنمارك أخلت بشروط المعاهدة حيث أنها سمحت لسفن هامبورغ بالتجول تحت حماية علمها، فنقض الداي محمد عثمان باشا المعاهدة.
أهم المعاهدات والاتفاقيات بين الجزائر والدنمارك
كانت الدانمارك دولة بحرية قوية جدا عقدت مع الجزائر معاهدتين:
1-معاهدة سلم وتجارة 10ماي1746
بين الباي ابراهيم الصغير وداي الجزائر وكريستيان السادس ملك الدنمارك والنرويج حاول غزو الجزائر فجهز أسطول سنة 1770م وأراد قنبلة الجزائر لكن تفطن مدفعية الجزائر جعله ينسحب كلفهم ذلك كثيرا ودفعوا إتاوة عالية أعادوا الكرة سنة 1771م الحق بهم الجزائريون هزيمة نكراء واضطر الدنماركيون إلى عقد المعاهدة.
2-معاهدة سلم وتجارة 16ماي 1772
بين الداي محمد عثمان وكريستيان السابع تعهدت فيها الدنمارك بـ:
- أن تدفع 2.5 مليون دورو لتعويض الأضرار التي لحقت بالمدينة جراء حملة1771.
- أن تسلم للداي 44 مدفع و500 قنطار بارود و50 شراعا وعددا آخر من الحبال والصوراي والأخشاب.
-أن تدفع إتاوة كل سنتين وهدايا مختلفة لكبار رجال الدولة.
- تسديد مبلغ النفقات والخسائر الحربية قدرت ب: مليونين ونصف مليون بعملة دورو .
-التنازل لحكومة الجزائر على 40 مدفعا من الحديد
-عتاد حربي مكون: أربع مدافع من البرونز، وخمسين شراعا كبيرا وما يتبعها ويلازمها من الحبال والخشب لصناعة المراكب.
-دفع جزية سنوية تؤديها حكومة الدنمارك إلى الجزائر مصحوبة بما يتبعها عادة من الهدايا وغيرها، لكافة رجال الدولة ورؤساء المراكب.
-دفع أموال مقابل افتداء الأسرى
حملات الدنمارك على الجزائر
حملة الدنمارك 1770
في 10 جوان 1770م فوجئت مدينة الجزائر بأسطول الدانمارك قاده الأميرال الدنماركي دي كاسي، وكان يضم أسطوله أربع سفن حربية تحمل الواحدة منها 70 مدفعا بالإضافة إلى غاليوطة تفجير وفرقاطتين وأربع ناقلات إلا أن الأميرال رفع العلم الأبيض، أما الداي محمد فأمر رئيس الميناء بالاستعداد واستعان بالقنصل الفرنسي كمبعوث من أجل إعلام الأميرال بطلبه قائلا: "أن جئت بوصفك عدوا فنحن مستعدون وتستطيع أن تشرع بالقصف، وان كنت تريد عقد معاهدة فوجود غاليوطات التفجير لا لزوم لها، فأجابه الضابط الدنماركي بأنه جاء من أجل استرجاع الغنائم التي استحوذ عليها الرياس الجزائريون في البواخر التي كانت تحمل العلم الدنماركي، وأعلمه أن ميناء الجزائر محاصر، لكن الداي محمد كان مستعدا لهذه الحملة، فجهز حوالي 500 مدفع في القلعة)، مستخدمين الغاليوطات الحاملة للمدفعية وقد اشتد القتال بين السفن الجزائرية والدنماركية إلا أن هذه الأخيرة لم تترك آثارا كبيرة على المدينة لأن سفنها كانت بعيدة وكان محمد باشا يقول للدنماركيين: "إنكم تحاربون الأسماك وأنا أتسلى بذلك"، وفي يوم الخميس 11 جوان أسفرت الحرب عن انهزام الدانمركيين، فلجئوا إلى طلب الصلح لكن الحكومة الجزائرية رفضت طلبه نتيجة لغدره واعتدائه، وتتابعت المعارك بين الطرفين لمدة ثلاثة أيام أخرى، لينهزم فيها الدنماركيين هزيمة نكراء، وقد اشتد عداء الدنماركيين للجزائر، ونفس الأمر وقع بالنسبة الجزائريين
نتائج الحملة
بعد الهزيمة التي لحقت بالأسطول الدنماركي أمر الداي البحارة الجزائريين بملاحقة المراكب الدنماركية أينما وجدت وحلت في البحر، وذلك لمدة عام كامل بعدما رفض الداي التفاوض وابرام الصلح كما ألحقت خسائر كبيرة بالمراكب الدنماركية و اثر هذه الهجومات حققت المراكب الجزائرية غنائم كثيرة تفوق أضعاف ما طلبه الداي لقبول الصلح.
وفي عام 1772م أرسل الأميرال هوستند إلى الجزائر لطلب المسالمة والصلح، لكنه تلقى معاملة سيئة كما امتنع الداي عن إرجاع ما سلب من السفن الدنماركية، واعرض الداي عن قبول الصلح ولم يستجب لمطالبه، وطالب بشروط ضخمة لقبول الصلح، وبعد إلحاح شديد من الأميرال هوسلند قبل الداي الصلح وفق شروط مهينة كلفت الدنمارك تعويضات ضخمه.
ونظرا لبعد المسافة سمح لدنمارك بدفع الإتاوة لمضي سنتين وهكذا تم عقد الصلح بين البلدين وانتهت المفاوضات كما نظمت أنشودة شعرية تخليدا لهذا الانتصار:
بسم الله نبدا على الوفا. هذي القصة تعبانا
اسمعوها یا قوم ما صرا في هذي القصة نعيده
قصة هذا الكافر ظاهرا. يدل المرك أخزيو جده
واستبشر الناس وفرحوا لهذا الانتصار حيث يقول أحمد الشريف الزهار: ".... وقعت المهادنة وأنزلوا القنصل، وضربوا المدافع وبعد ثلاثة أيام دفعوا مال الصلح ودفعوا فدية أسراهم وحملوهم لمراكبهم.... وذهبوا لبلادهم".
تعليقات
إرسال تعليق